· عادات
احذرها تظهر مع
الصيام بعض العادات غير الحميدة تتسرب إلى الصائم دون أن يشعر بأثرها، لكنها
في الوقت نفسه مضرة ولها آثار جانبية كثيرة، ننبه في هذه العجالة على بعضها
لعل من يطلع عليها يحذرها ويجتنب الوقوع فيها. ومن هذه العادات: الإسراف: خلق ذميم جاء الشرع بالتحذير منه والنهي عنه في كل الأحوال وعموم
الأزمان, قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك
قوامًا" الفرقان آية 67, وقال تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان
الشيطان لربه كفوراً" الإسراء آية:27, وفي السنن عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم "كل والبس ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة". والإسراف يؤثر على القلب
حيث يطفئ نوره ويعور عين بصيرته، ويثقل سمعه، ويضعف قواه كلها، ويوهن صحته،
ويفتر عزيمته وهمته ،كل هذه الأمور تصيب القلب بسبب الإسراف الشبع
المفرط: ومن العادات الذميمة في رمضان الشبع المفرط نتيجة للجوع الذي يتعرض
له الصائم، ولكن هذا الشبع له تأثير سلبي، حيث يثقل الجسد عن الطاعات، ويشغله
بمزاولة مؤنة البطن ومحاولة الحصول عليها حتى يظفر بها، فإذا حصل الصائم على
متطلبات إفطاره وامتلاء بطنه انشغل بمزاولة تصرفها، أي التخلص من الامتلاء
والبحث عن المهضمات، والخوف من الضرر الناجم عن الشبع، ومن مضار الشبع أنه
يقوي مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان حيث يوسعها لأن الشيطان يجري من ابن آدم
مجرى الدم, فالصوم يضيق مجاريه ويسد علبه طرقه والشبع يوسعها، ومن أكل كثيراً
شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً، وفي الحديث المشهور"ما ملأ آدمي وعاءً
شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه فإن كان لا بد فاعلًا فثلث
لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه الترمذي وابن ماجه كثرة النوم:
النوم الكثير له آثار سلبية كثيرة ،منها أنه يميت القلب، ويوهن البدن، ويضيع
الوقت، ويورث كثرة الغفلة والنسيان والكسل، وكما مر معنا من أكل كثيراً شرب
كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً. أسأل الله عز وجل أن يعيننا على طاعته، وأن
يرزقنا بره آمين.
العشرالأواخر
من رمضان · الاجتهاد فيها: ففي صحيح
مسلم عن عائشة t:"
أن النبي r
يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها". وفي
الصحيحين عنها قالت: "كان النبي r
إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله" ففي هذا
الحديث دليل على فضيلة هذه العشر لأن النبي
r كان
يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها، وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع
العبادة من صلاة وقرآن وغيره وذكر وصدقة وغيرها. · الاعتكاف فيها: ففي
الصحيحين عن عائشة t
أن النبي r
"كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله". والاعتكاف
لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل. · تحري ليلة
القدر: ذهب
الفقهاء إلى أن ليلة القدر أفضل الليالي، وأن العمل الصالح فيها خير من ألف
شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر 3.
فعن أبي هريرة t
قال: قال رسول الله r
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري. · محل ليلة
القدر: فالصحيح
المشهور لدى جمهور الفقهاء أنها في العشر الأواخر من رمضان، لكثرة الأحاديث
التي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكد أنها في الأوتار
ومنحصرة فيها، لقوله r
"تحروا ليلة القدر في الوتر العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري. ويكون
إحياء ليلة القدر بالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وأن
يكثر من دعاء: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لحديث عائشة
t.